Friday, January 24, 2014

الوادي المقدس .. محمد كامل حسين




حاول الكاتب للأسف الشديد أن يفلسف الدين فوقع في الكثير من الإشكالات والكتاب به الكثير من الأفكار المتضاربة التي لم تعجبني شخصيا وهناك بعض الافكار الجيدة خاصة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الملحدين بلغة العقل

من الأفكار والرؤى التي لم تعجبني في الكتاب كالتالي

يخصص النتائج "الوادي المقدس"كما وصفه أشبه بالمدينة المثالية الكاملة من تطهر وإيمان وحب ويعمم المدخلات لهذه النتيجة فلك أن تؤمن بما تشاء وتحب من تشاء وتتطهر بأي كيفية ، وما أعلمه أن هذه الكيفية وهذا الإيمان هذا الحب قد يؤدي بصاحبه حتما إلي وادي مقدس مثالي ؟!!! اعتقد الامر لا يستقيم هكذا

التطبيع مع كل الشرائع والتي أسماها المؤلف خطئاً "أيان سماوية" ومعاملتها معاملة واحدة دون تفرقة وهذا فيه خطأ كبير جدا

اعتماده في بيان الحق والباطل والصواب والخطأ على النفس البشرية والعقل وهذا أيضا لا يستقيم لأن النفس قد تهديك الطريق ولكن إلي الضلال والخطأ فلا يجوز أن تعول كل الامور على النفس والعقل فقط فالهداية من الله عز وجل

ثم قال بعد ذلك أن الناس يعتقدون خطئاً أنهم يستطيعون ترويض أنفسهم على الخير بالعقل وحده واستطرد وقال بل مع العقل أيضا طباع الانسان وتكوينه

يقول أيضا والصلاة لا تغير من سنن الكون شيئاً ولكنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وهذا كلام غير صحيح وأبسط مثال على ذلك صلاة الاستسقاء

يقول أيضا أن التدين يبدأ من النفس الانسانية وينتهي إلي غاية واحدة وهي الله ، وأن التطهر به يتم بعد ذلك على اختلاف طباع النفوس المتطهرة ، وهذا الكلام فيه تبسيط ساذج جدا لأنه يغفل الكم الهائل من البدع بين النقطتين والكم الهائل من الضلال والتصور الخاطيء عن الله

الحد الفاصل بين الهدى والضلال أن لا يضار أحد بعمل تعمله ، أيضا هذا تبسيط مخل

أيضا قوله "والاديان التي تطهر بها الانسان إلي أكبر حد لم تنجح في تطهير جماعات المتطهرين بها" هذا الكلام هو السخف بعينه لأنه يغفل كيف طهر الاسلام الصحابة الكرام وهم أهم وأطهر وأنقي جماعة بعد الانبياء والرسل

تعبيره دائما عن الجماعة بشكل سلبي وأنها أقل خيرا وأكثر ضلالا ولم يعط مثالا على ذلك كقوله "ضميرك أقرب إلي الهدى ، ولا يخامرك الشك في أن الجماعة على ضلال إذا خالف أمرها ضميرك" وهذا تعميم مخل جدا

الكتاب يقدم نظريات دون براهين أو استدلال ويعرضها على أنها حقائق مسلم بها

أما القليل مما أعجبني في هذا الكتاب كالتالي

حديثه عن أثر التعبد في نفوس البشر

حديثه عن الشرك المقنع بأشياء قد تكون مباديء سامية جدا ولكنها لا تقع في الصراط المستقيم

أعجبني الحديث عن الولاء للجماعات وتقسيماته

وكما قلت من قبل مدخله في الحديث مع الملحدين


الكتاب يجب أن يتم قرائته بحرص شديد ولا أنصح بقرائته من قبل مبتديء في القراءة أو من ليس لديه معلومات كافية عن العقيدة الاسلامية والدين


 

Friday, November 29, 2013

التبيان في آداب حملة القرآن .. يحيى بن شرف النووي





كتاب جيد جدا كعادة الإمام النووي واسلوبة السهل الجميل والسلس والممتع جدا
هذا الكتاب مفيد جدا لكل مسلم حيث أنه مفيد في التعرف على آداب المسلم عند قراءة القرآن وعند حضور مجالس العلم ومجالس القرآن تحديداً وبالنسبة لمن هو مقدم على حفظ القرآن فهو مفيد له أيضا ويعتبر له بمثابة جرعة معنوية إيحابية تشحذ الهمة للهدف المنشود من تبيان أجر من يتلو القرآن وأجر حافظه وأجر متدبره وكل هذا من خلال اسلوب شيق وممتع

تطرق الكتاب إلي أمور فقهية عديدة فيما يخص القرآن ايضا من أحكام تلاوته سواء داخل الصلاة أو خارجها وحاول المؤلف أن يختصر في هذه الأمور لان الكتاب ليس كتاباً فقهياً في الأساس وبالتالي فسيكون هذا الجزء ثقيل بعض الشيء على من لا يهوى القراءة في الفقه ولكنه سيستفيد على كل حال

كتاب صغير في حجمه عظيم في فائدته ينصح بقرائته جدا واللهم نسألك أن تجازي مؤلفه خيراً وأن تغفر له وترحمه وتنفعنا دائماً بعلمه يارب العالمين

Monday, November 25, 2013

شخصيات لها تاريخ .. د/ محمد عمارة




كتاب جيد في مجمله بالرغم من أنني أرى أن هناك شخصيات كانت أولى بالذكر من غيرها فعلى سبيل المثال كيف يغفل ذكر الإمام البخاري ومسلم أو الناصر صلاح الدين او نور الدين زنكي وغيرهم

لا أنصح من هو مبتديء في قراءة التاريخ الإسلامي خاصة تاريخ الجماعات والفرق والحروب أن يقرأ هذا الكتاب لأن الدكتور محمد عمارة يعرض شخصيات لها تاريخ ولكن بعضها لها تاريخ في فرق الضلال فلقد تملكتني الدهشة قليلا حينما وجدته يصدر كتابه بشخصيات أسست فرق الخوارج والمعتزلة والفرق الشيعية المختلفة وغيرها من الفرق الضالة وبالرغم من أنهم علماء من العيار الثقيل إلا أنهم ضلوا الطريق وقد يتوهم القاريء أنهم على حق لأن المؤلف لا يحذر من ذلك وإنما يعرض بحيادية مبالغ فيها تجعل القاريء لا يفقه شيء عن هذه الفرق الضالة
معظم الشخصيات مستمدة من كتابه مسلمون ثوار وبالتالي فمن قرأه فلن يجد من الجديد الكثير في هذا الكتاب

Sunday, June 30, 2013

ملخص ما جاء في كتاب (المستقبل لهذا الدين / سيد قطب)ـ




1-   الإسلام منهج حياة
يوضح الكاتب في هذا القسم أن كل محاولات البشر عامة والصهيونية والنصرانية خاصة في حصر الإسلام في ركنه الروحاني والتعبدي وكفه عن التدخل في حياة البشر كمرحلة أولى تبوء بالفشل يوماً بعد يوم ، لأن من طبيعة هذا الدين ألا ينحصر وألا يقتصر عمله على جانب واحد دون الجوانب الأخرى فهو منهج متكامل للحياة ومن يبتعد عنه يقع في عبودية غير عبودية الله الواحد ، ويكون أي نظام بشري غير هذا النظام الإلهي محكوم عليه بالنقص والجهل وقصر الرؤية ، فكل نظام غيره هو نظام جاهلي سرعان ما يثبت فشله حتى وإن تقهقر البشر عن تطبيق منهج الإسلام فإنه حتماً سيعودون إليه لا محالة ليجتنبوا التصادم مع نواميس الكون التي لا تسير سوى وفق المنهج إلهي أيضاُ .

2-   كل دين منهج حياة
يبين الكاتب أنه لا يوجد ولا يمكن أن يوجد نظام إجتماعي بمفرده ودون أن ينبثق من نظام إعتقادي ، فعلى سبيل المثال الشيوعية ليست مجرد نظام إجتماعي إنما هي تصور إعتقادي يقوم على أساس مادية هذا الكون فيما يعرف بالمادية الجدلية وهو أنه هناك تناقضات تؤدي إلي كل التطورات والإنقلابات فيه كما تقوم الشيوعية على التفسير الإقتصادي للتاريخ ، ومن ثم فهي ليست مجرد نظام إجتماعي إنما هي نظام وتصور إعتقادي وبالتالي فإن كل دين هو منهج حياة وكل منهج حياة فهو دين ، فمن يسير على منهج الله فهو على دين الله ، ومن يسير على منهج وضعه الأمير أو الملك أو الشعب فهو على دين الأمير أو الملك أو الشعب .
وأوضح الكاتب أيضاً أنه لا يمكن حصر الدين (الذي هو منهج للحياة) في ركنه التعبدي الوجداني لأن بهذا التصور فأنت كأنك تقول أن الله عز وجل يختص بأمور الآخرة وأنزل منهج تعبدي لذلك بينما يختص آخرون بأمور الدنيا ومنهج الدنيا وهذا تصور باطل بل مضحك جدا وساذج لأبعد حد .
ثم يوضح أنه كل منهج وكل شريعة كانت منهج حياة للبشر من التوراة إلي الإنجيل إلي القرآن ومنذ سيدنا نوح إلي سيدنا محمد عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام .


3-   الفصام النكد
يتعرض المؤلف في هذا القسم إلي حقيقة الدين النصراني الذي هربت منه أوربا والذي كان ليس بدين وإنما هو دين وضعه الباباوات والقساوسة والمجمعات المقدسة في مواجهة بحر الشهوات التي غرقت فيها الدولة الرومانية مما جعل الكنيسة تعامل هذا الإنفلات الشهواني والإنكباب على الدنيا بمزيد من الرهبانية والحرمان من أي متع في الحيا وسرعان ما انهار هذا المفهوم بعد أن واجه الفطرة البشرية بشكل واضح وبعد أن وقع القساوسة أنفسهم ورجال الدين في الكبائر والرذائل وإقحام نظريات علمية وجغرافية بشرية في الكتاب المقدس وعدم وعدم أحقية تفسيرها سوى من خلال الكنيسة والتي سرعان ما انهارت أمام الإكتشافات العلمية والجغرافية على يد جاليليو وغيره فأنشئت محاكم التفتيش وتم قتل العلماء وحرقهم فكان من هنا أساس الفصام النكد .

4-   انتهى دور الرجل الأبيض
يعرض في هذا القسم المناهج الفكرية التي تؤثر على المواطن الغربي الأبيض سواء كان إنجليزياً أو فرنسياً أو سويدياً او روسياً أو أمريكياً ، حتى وإن إختلفت النظم من شيوعية إلي رأسمالية إلي أي نظام آخر فهو محتم عليه بالفناء ويجعل كل هؤلاء ومن على نفس هذه التركيبة الواحدة التي لا تهتم سوى بالجسد في حين أن الإنسان بفطرته يحتاج إلي شريعة مجتمعية وشريعة قلبية من مشكاة واحدة لتستقيم حياته دون أن يحدث الفصام النكد بين إنسانيته وروحه .
وقد عرض المؤلف الشيوعية كمثال على أنها اعتمدت على تطلعات مخالفة للفطرة ومثالية عالية دون أي أدنى رقابة أو قوانين فتكتشف بعدها أن هذه النظرية انهارت بالكامل ولم يتبق منها سوى الحكومة التي هي أصلا لا تعترف بقيامها في البداية ، ومن أسباب فشلها أنها لو كانت توافق الفطرة الإنسانية ما كانت هناك حاجة لحروب الإبادة التي حدثت لكل من يُشَك في ولائه للشيوعية .

5-   صيحات الخطر
ويعرض هنا المؤلف نموذجين لصيحات غربية - وهما مستر دالاس في كتابه حرب أم سلام وأليكسس كاريل في كتابه الإنسان ذلك المجهول – تستغيث من سطوة المادة عليهم وعدم وجدوى حصر البشرية في قفص العلم المحدود ، حيث أن علوم الجماد طغت على علوم الإنسان وعلوم المادة طغت على علوم الأحياء فأصبح كل شيء مادي لا يلقي للإنسان بالاً وسرعان ما ستنهار تلك الجتمعات الجاهلية أسرع من أختها . كما أشار مستر دالاس إلي سيطرة المادية في العالم ممن آثار الشيوعية وتسرب هذا الفكر إلي أمريكا وإهمال الإيمان والروح ، وهو ينتقد النظرية الشيوعية إنتقاداً شديداً ويقول في كتابه صراحة أن على العالم أن يعود إلي منهج إيماني قويم .

6-   المخلص
يسرد هنا أن مقومات وسمات الدين الذي يطلبه دكتور كاريل ومستر دالاس لا تنطبق سوى على هذا الدين (الإسلام) ، فهو الدين الذي طلبه دكتور كاريل الذي يخلص الإنسان من المادية الصناعية ومن سيطرة المادة والآلة على الإنسان ، وهو أيضاً ما أراده مستر دالاس في أنه لا يهمل الحياة الروحية للإنسان ولا يغرقه في المادية الشيوعية ولا الفردية الرأسمالية الأمريكية وهذا ما يقدمه الإسلام المخلص الذي يطلبه الغرب ولكنه يأباه !!!

7-   المستقبل لهذا الدين
يؤكد في الختام على أن بالرغم من كل تلك الركلات والضربات القاسية والحرب الشنيعة على الإسلام إلا أننا يجب أن نكون على ثقة تامة من أن المستقبل لهذا الدين ويستشهد بالعديد من النماذج في تاريخ الأمة من أزمات وحروب كان يقاتل فيها الإسلام منفرداً أعزلاً أمام جيوش عاتية من الصليبيين والتتار وغيرهم .

Saturday, June 29, 2013

ملخص ما جاء في كتاب (هذا الدين / سيد قطب)ـ




1-   منهج للبشر

منهج إلهي يتم تحقيقه في حدود إمكانيات البشر لأن عندما يصاب البعض بخلل ما أو يواجه شهواته يظن أن هذا التعارض مع المنهج هو قصور في المنهج ولكن هذا غير صحيح لأن هذا المنهج يحتاج إلي بذل الجهد البشري كي يصل بك كما - كما فعلوا في السابق - إلي الطريق القويم الصحيح ، قال تعالى : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)

ومن مميزات هذا المنهج أنه يأخذ في إعتباره القدرة البشرية ولا يصلح أحوال الناس بأشياء خارقة للعادة ولكن على قدر جهدك وعملك بالمنهج على قدر ما تحصل منه ومن ثماره ، وأوضح مثال على ذلك (غزوة أحد) فحينما ظن المؤمنون أنهم سينتصرون حتماً وابتعدوا عن المنهج للحظة جاءت المصيبة

2-   منهج متفرد
ما حكمة العمل به وليس بمنهج آخر طالما هو يحتاج إلي الجهد البشري ؟
الحكمة أنه من مقتضيات لا إله إلا الله أن الله وحده المشرع الذي يشرع لعباده ويحكم في ملكوته ولأن هذا المنهج هو الوحيد الذي يعطي الحرية الحقيقية للإنسان بعبوديته لله وحده دون الخضوع لشيء آخر . هذا المنهج يخلو من أهواء البشر الذين قد يحابون أنفسهم او يحابون جنساً عن جنس أو شعباً عن شعب ولكن الله عز وجل لا يحابي أحداً عىل حساب أحد ولا جنساً على جنس ، وإنما الأفضلية بالتقوى لأنها المعيار الوحيد الذي يضمن الإحتكام إلي منهج الله وتطبيقه وكل تفسير آخر للوجود وغاية الوجود الإنساني من صنع الإنسان نفسه هو تفسير قاصر لأن الوجود أكبر من الإنسان فهناك إستحالة ان يضع الإنسان تفسيراً شاملاً له ، و لذلك تجد من السخافات والتصورات الغريبة عند الفلاسفة لأنه استخدم عقله في ميدان لا يطيقه وابتعد به عن مهمته الأساسية في الواقع وهو شأن الحياة الواقعية وهو مجال الخلافة في الأرض
هو المنهج الوحيد المتناسق مع الكون كله ومهما حاول الإنسان بمناهجه الأرضية فسوف يتصادم مع القوى الكونية الهائلة ولكنه حينما يتوافق معها وفق المنهج فإنه يستطيع تسخيرها ومعرفة أسرارها والإنتفاع بها ، قال تعالى : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)
بالرغم من التقدم العالمي في كافة المجالات إلا أنهم لم يصلوا إلي حقيقة الوجود الإنساني ولم يصلوا إلي السعادة ولكن حققوا الشقاء والامراض النفسية والبدنية لأنهم لا يبحثون عن إله واحد ويعبدون من دونه ألهة كثيرة كالمال والشهرة والعلم واللذة وغيرها ....

3-   منهج ميسر
يدعي البعض أنه منهج مثالي وصعب تطبيقه ويحتجون بفترات الضعف والوهن في الخلافة الإسلامية وأنه أصبح منهج لا تطيقه الفطرة الإنسانية ، وهذا ليس صحيحاً بالمرة لأن هذا المنهج يعتمد على رصيد الفطرة السليمة عند الإنسان وليس مجرد قيود وكوابح ، فمن وجهة النظر الأخرى هو تحرر من الوقوع في أسر هذه الشهوات ، فالشهوة الجنسية مثلاً لا يعد ضبطها نوع من القيد ولكن هو التحرر من الوقوع تحت طياتها وتصريفها بنظافة الإسلام ودائرة الطيبات التي أحلها الله ، وكذلك الإيثار فقد يراه البعض أنه قيد على التمتع بالأشياء ولكنه في الحقيقة هو التحرر من الشح وسعة في الشعور بالخير العام والعطاء.
قال تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) ، ففطرة الإنسان على الخير ولكن الآثام والرذائل هي التي تقيده وتهبط به إلي الوحل والمنهج هو الذي يحررها من تلك القيود ، وبالتالي فالمنهج يكون يسيراً جداً حينما يطبق في أجواء إسلامية ويكون الأساس هو المنهج والإستثناء هو المنكر مع وجود وسيطرة الفطرة السليمة وشرع الله لا شريعة البشر تجد وقتها المنهج يسير جداً ومن يعاني بحق هو من يحاول كسر هذا المنهج او الخروج عنه بالمنكرات وغيرها .

4-   منهج مؤثر
لم يكن هذا المنهج مؤثراً فقط في الأمة الإسلامية ولكنه أثر في البشرية كلها فقدم لنا هذا المنهج نماذج بشرية عديدة تمثلت فيها الإنسانية العليا وبدا كل من بجانبهم أقذاماً أو كائنات غير مكتملة الإنسانية ، وبالرغم من ذلك السموق والعظمة إلا أنهم لم يتخلوا عن طبيعتهم البشرية فكانوا بشراً يصيبون ويخطئون ، يمرون بحالات من الضعف وحالات القوة ، لم يكبتوا طاقة واحدة من طاقاتهم البانية ولم يكلفوا نفسهم فوق طاقتها ، ولا زال هذا المنهج قادراً في كل حين على أن يخرج لنا هذه النماذج كلما بذلت محاولة جدية في تطبيقه وتحكيمه في الحياة على الرغم من جميع المؤثرات المضادة لأن السر الكامن في هذا المنهج هو تعامله مع الفطرة السليمة ورصيدها المكنون الدائم.
ولذلك فإن الفطرة السوية تصطدم دائماً بأي نظام بشري يخالفها وهذا يدل على أن المنهج هو الواقع لأن النفس البشرية تشقى في واقعها بهذه النظم المصطنعة ، ولكن سرعان ما تنتصر الفطرة لأنها الأقوى والأثبت من القوة التي تفرض النظم الأخرى ، وهذا ما حدث في شبه الجزيرة العربية ولعل البشرية الآن أقرب إلي تحقيق هذا المنهج وذلك لأن هناك تجارب ناجحة سابقة بالفعل وهناك تجارب الشقاء والتيه والشرود عن المنهج فقد تكون هذه العوامل مساعدة على تطبيق المنهج الإلهي والصبر عليه في الجولة القادمة بإذن الله.

5-   رصيد الفطرة
جاء هذا الدين وكان الواقع الأرضي بعيد كل البعد عن المنهج ويسند هذا الواقع ويدعمه قوى كبيرة وعتيدة وعميقة بعمق أحقاب تاريخية قديمة ، ولكن بفضل الله عز وجل الذي بعث لنا هذا المنهج لينتصر على هذا الواقع في أقل من ربع قرن برجل واحد فقط وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فوقف أمام قريش ثم الجزيرة العربية ثم العالم بأسره ولم يداهن يوماً في عقيدته فمنذ الوهلة الأولى كان الأمر واضحاً جلياً ، قال تعالى : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ( 1 ) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ( 2 ) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ( 3 ) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ( 4 ) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ( 5 ) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ( 6 )) ، ولم يبهرهم بإدعاء أنه سلطاناً أو أنه غير بشري ، بل (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) ، بل ولم يستجب مرة واحدة لطلبهم للخوارق .
وإليكم صور من الواقع الأليم قبل الإسلام ، كانت قريش تسمي نفسها (الحمس) وتفرض لها خقوقاً وامتيازات ليست لغيرها فكانوا يقفون بالمزدلفة حين يقف الناس بعرفات ولا يطوف الحجاج بالبيت إلا بأثواب مشتراه من قريش وإلا طافوا عراه ، وكانت السياسة الساسانية في إيران أن يقتنع كل فرد بمركزه الحالي ولا يحاول التطلع لغيره ولا يتخذ حرفة مختلفة عن حرفة نسبه ، وكانت الأكاسرة ملوك الفرس يدعون أنه يجري في عروقهم دم إلهي ويراهم الناس أنهم فوق البشر وفوق القانون ويتوارثون ذلك الملك حتى لو كان لطفل أو لامرأة المهم ألا يخرج الملك عنهم ، أما نظام الطبقات في الهند فكان من اعنف ما يصنع الإنسان بالإنسان فكانوا يقسمون الناس إلي (البراهمة) وهم رجال الدين ، و(شترى) وهم رجال الحرب ، و(ويش) وهم رجال الزراعة والتجارة ، و(شودر) وهم رجال الخدمة أو الخدم.

6-   رصيد التجربة
عندما واجه الإسلام البشرية أول مرة كان يعتمد على رصيد الفطرة وحده لأن الواقع وما فيه من تراكمات جاهلية كان بعيد كل البعد عن المنهج ولم يكن هناك نموذج محدد تم تطبيقه من قبل على البشرية كلها ولكن قدر الله أن يُطبق هذا المنهج على يد جماعة من خيرة خلق الله ويكونوا هذا النموذج الحي وهذه النماذج السامقة لتكون للأمة بعد ذلك مرجعاً إذا أرادت تطبيق هذا المنهج كما كان ثم جاءت بعد ذلك فترات طويلة كان يتفاوت فيها مدى تطبيق هذا المنهج في الحياة ولكنها كانت في كل الأحوال أفضل من المجتمعات المجاورة وقتها التي تأثرت بالإسلام بشكل واضح جداً .
فعلى سبيل المثال ظهرت في سبتمانيا (مقاطعة فرنسية) حركة تدعوا إلي إنكار الاعتراف أمام القس وكان ذلك في القرن الثامن الميلادي أي الثاني والثالث الهجري ، وقامت حركة أخرى تدعو لتحطيم الصور والتماثيل الدينية (Iconoclasts) وذلك في القرن الثامن والتاسع الميلادي أي الثالث والرابع الهجري ، وقد أصدر الإمبراطور الروماني (ليو الثالث) أمراً سنة 726م يحرم فيه تقديس الصور والتماثيل وسنة 730 بأن هذا يعد من الوثنية ، وأيضاً كلوديوس (Claudius) أسقف تورين الذي عُين سنة 828م / 213هـ كان يحرق الصور والصلبان وينهي عن عبادتهما وكان قد تربى في الأندلس الإسلامية ، وكذلك وجدت طائفة من النصارى شرحت عقيدة التثليث بما يقرب من الوحدانية وأنكرت ألوهية المسيح ، حتى الجيوش الصليبية حينما عادت إلي أوربا في القرن الحادي عشر الميلادي جلبت معها تخرر الشعب من الساسة الإقطاعية وإنشاء ما يسمى بالشريعة الواحدة يختكم إليها الحاكم والمحكوم وحرية الاستثمار والترقي في المستوى الإجتماعي وغيرها من مظاهر العدل والمساواة التي لم تكن موجودة من قبل لديهم ، أيضاً تأثير حضارة وجامعات الأندلس العلمية على تاريخ أوربا العلمي القديم والحديث بالكامل بل هي السبب الرئيسي لوجوده أصلاً (انظر كتاب بناء الانسانية لبريفوت وكتاب تجديد التفكير الديني في الإسلام لمحمد إقبال) حتى أن "ردجر بيكون" استقى ما حصله من علم من الجامعات الإسلامية في الاندلس بعد تعلمه العربية .
7-   خطوط مستقرة

·       إنسانية واحدة
بالرغم من تراجع المنهج الإسلامي عن صدارة القيادة العالمية في العصر الحالي إلا أنه خط خطاً عريضاً فيما يخص نبذ العصبية القبلية أو جنس أو لون وإن كان هذا يحدث أحياناً ولكن تظهر هذه العصبية وتختفي لأنها ليست الأصل حيث جاء الإسلام ليقول للناس إن هناك إنسانية واحدة ترجع لأصل واحد وتتجه إلي إله واحد .
·        إنسانية كريمة
قال الإسلام كلمته المدوية إن كرامة الإنسان متمدة من إنسانيته ذاتها وكان هذا ليس مجرد كلاماً نظرياً فقد رأيناه مطبقاً بالفعل في عصر الخلفاء الأربعة وأبرز هذا التطبيق قصة ابن القبطي وابن عمرو بن العاص فاتح مصر ومعظم من يستشهد بالقصة يدلل بها على عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولكن الأمر أوسع من هذا فالذي دفع والد هذا الفتى القبطي ليقطع كل هذه المسافة ليطلب حقه هو مااستقر في نفسه من إنسانية كريمة جلبها له الإسلام بعد سياط الرومان على ظهره .
·        أمة واحدة
جاء الإسلام ليربط بين الناس عل أساس أشرف خاصية يختص بها الإنسان عن غيره وهي العقيدة ، فبعد أن كان الناس يجتمعون على أرض أو جنس أو لون أو تجارة جاء الإسلام ليهدم هذه المذهبية ويعلن أنه هناك حزبين لا ثالث لهما وهما حزب الله وحزب الشيطان ، وحتى إن كانت البشرية تعود إلي هذه المذهبية إلا أنها لا تنكر أن الأمة الواحدة من الممكن أن تتجمع على عقيدة واحدة .
·       ذمة وخلق
بالرغم من فرض الجهاد على المسلمين إلا أن الإسلام جاء يعلن أنه لا إكراه في الدين ولعلك عندما تقرأ عن شروط الجهاد والحرب والإلتزام بعدم التعدي حتى على النباتات فضلاً عن المدنيين والنساء والشيوخ والاطفال والإلتزام بالعهد تجد أن هذا الخط العريض له أثره حتى اليوم حتى ولو كان أثر ضئيل يحكمه في أغلب الأوقات شريعة الغاب .

8-   وبعد
ولكن بعد ذكر هذه الخطوط العريضة وهذه التأثيرات الإسلامية على العصر الحالي ينبغي على الدعاه ألا يهونوا من شأن الجاهلية المعاصرة والتي وصلنا إليها ، فقديماً كانت الجاهلية بدوية وفتوة وساذجة ولكن الآن نحن نعيش جاهلية علمية معقدة مستهترة فيها من الميوعة ما فيها على عكس الوضوح التام في الجاهلية قبل الإسلام فكان إما إيمان بين أو كفر بين ولعل من أحد أهم هذه الأسباب هو الهروب المجنون من إله الكنيسة الذي جعل الناس إلا من رحم ربي تهرب من كل مقدس باسم العلم ولأسباب الركون إلي الدنيا وما فيها من متع وعلوم وثقافات اوسعت من حظها في مشاعر الناس .

  

Monday, June 17, 2013

أخلاقيات لا إله إلا الله .. سيدنا إبراهيم عليه السلام



قال تعالى : "رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ"
والسؤال هنا ، كيف تُسكِن أنت بمكانٍ لا سكن فيه ؟! ، فالخليل يقول "أَسْكَنْتُ" والمكان "بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ" ، فبالمنطق البشري يقول إني تركت أو إني خلفت ولكنه سبحان الله يقول إني أسكنت وكأنه عليه السلام يرى بما يريه الله عز وجل أن هذا المكان هو السكن بالرغم من عدم توافر البنية الأساسية للعيش فيه وأنه يعتمد ويتوكل على الله وحده في هذا الأمر وإلا فإن الإنسان منا لا يستطيع العيش في مكان ليس به مياه وكهرباء وأثاث وطعام وخلافه من أساسيات العيش ، ولكن هؤلاء المصطفين الأخيار لا يهتمون بذلك طالما هم في معية الله عز وجل وحفظه وهذه من أهم اخلاقيات لا إله إلا الله ، وكذلك قوله في صدر الآية (ربي) لأن الرب هو المربي وكأن لسان حاله يقول يارب أنت تربيني على موائد كرمك وفضلك بالمنع والعطاء .
ثم نأتي إلي قوله تعالى "عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ" ، ونجد هنا أنه قدم عليه السلام إقامة الصلاة قبل أن يطلب من الله عز وجل الدعم من البشر والمخلوقات وإنبات الثمرات ، مع أنه من المنطق أيضاً أن يطلب الدعم أولاً ليقيموا الصلاة ، ولكن هؤلاء المصطفين الأخيار عندهم الإستئناس بالخالق عز وجل قبل الإستئناس بالمخلوق فهو يركن إلي القوي العزيز الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه والذي بيده وحده ان يعمر هذا المكان بالأفئدة والثمرات ، وهنا نقول أنك يا من تريد عزاً لا يفنى فلا تستعزن بشيء يفنى قال تعالى : "وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ" ، فمن أراد أنيساً فذكر الله يكفيه ، ومن أراد جليساً فالقرآن يكفيه ، ومن أراد واعظاً فالموت يكفيه ، ومن أراد الغنى فالقناعة تكفيه ، ومن أراد الزينة فالعلم يكفيه ، ومن أراد جمالاً فالأخلاق تكفيه ، ومن أراد الراحة فالآخرة تكفيه ، ومن لا يكفيه هذا كله فالنار تكفيه !
والجدير بالذكر هنا يا إخواني أننا نعاني اليوم أشد المعاناة من القدوات المشوهة في معظم المجالات ، فنحن لم نأخذ من الغرب إلا أسوأ ما فيهم من أفكار ومعتقدات فاسدة ظاهرة كانت أو باطنة ، فتجد ولا حول ولا قوة إلا بالله من يفعل أو تفعل الأفاعيل في شكلها ولبسها وهيأتها وطريقتها في الحياة حتى تتسائل هل هؤلاء الناس مسلمون حقاً أم ماذا ؟ ولكن تعود وتتذكر قول الله عز وجل في حديث إبليس اللعين متحدياً للجبار تبارك وتعالى "وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ" ، يأمرهم وهو ليس له عليهم سلطان ، ولكن سبحان الله نجد الكثير منهم يطيع الشيطان طاعة عمياء نسأل الله السلامة ، وقد نقل لنا أحد علمائنا الثقات الكرام أن هناك إحصائية تقول أنه في عام واحد إستهلكت نساء 4 دول عربية 600 طن احمر شفاه وذلك من شركة واحدة ! وبالرغم من ذلك فمعظم هؤلاء النسوة يعانين من خيانة أزواجهن أو يعانين من مشكلات الطلاق التي لا تعد ولا تحصى في المحاكم لتجد في النهاية ان القضية ليست في أحمر الشفاه ولكن فيما يخرج من الشفاه .
لنعود مرة أخرى ونرتفع من الثرى إلي الثريا مع الخليل فيقول الله عز وجل : "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ"
بدأ الخليل عليه السلام كلامه بـ (يابني) مما يدل على الرأفة والحنو لأنه مقدم على فعل خطير وأمر جليل لا يصبر عليه إلا القليل ، ثم قال (إني أرى) وتجد بالرغم من أنه قد رأى الرؤيا في الماضى وانتهت الرؤيا ولكن تجده يرويها لابنه في الزمن الحاضر لماذا ؟ ، ذلك ليشعره أنه ينقل له حقيقة وأمر واقع وليست مجرد رؤيا وانتهت بل هي رؤيا واقعية واجبة التنفيذ ، ثم تجد في قوله (فانظر ماذا ترى) فهو في الحقيقة لا ينتظر رداً من ولده أو رأياً ولا يريد منه فقط الطاعة لله عز وجل ولأوامره ، بل يريد منه شيء أعظم من ذلك وهو تشجيعه على تنفيذ أمر الله وإعانته على ذلك الأمر ، وكم من الأبناء اليوم يفعل ذلك مع أبيه ؟ بل نجد سبحان الله من يدفع أباه دفعاً نحو السرقة والإختلاس كي يوفي له إحتياجاته وطلباته التي لا تنتهي ولا حول ولا قوة إلا بالله ، لذلك جاء قوله عز وجل "فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ" وهذا من أجل أخلاقيات لا إله إلا الله وهو أن تسلم وجهك لله عز وجل وتتبرأ من كل شريك وند له سبحانه وتعالى فكانت النتيجة "وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ" ، وهذه نتيجة ان تسلم وجهك لله ولا تجادل فيما ليس لك به علم فالمسلم الحق يسأل دائماً بم أمر الله ؟ وليس لم أمر الله ؟ فالحكمة هنا أن تطبق الأمر وتجتنب النهي سواء توافق ذلك مع عقلك أو لم يتوافق والجدير بالذكر هنا حديث المرأة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سَأَلَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَتِي أَصَابَتْهَا الحَصْبَةُ، فَامَّرَقَ شَعَرُهَا، وَإِنِّي زَوَّجْتُهَا، أَفَأَصِلُ فِيهِ؟ فَقَالَ: «لَعَنَ اللَّهُ الوَاصِلَةَ وَالمَوْصُولَةَ» ، فتجد الصحابية سبحان الله لا تجادل ولا تسأل او تلح ثانية في السؤال وإنما لسان حالها يقول (سمعنا وأطعنا) نسأل الله أن نكون مِن مَن يستمعون إلي القول فيتبعون أحسنه.