يوماً ما .. كنت إسلامياً .. أحمد أبو خليل

بسم الله

هذا تحليلي المتواضع لهذا الكتاب الجميل في مجمله ويمكن أن تعتبرها رسالة لك كمؤلف وليس مجرد رأي فارجو الإهتمام والقراءة وإن أمكن الرد
أولا عن عنوان الكتاب فأرى بنظرتي الصغيرة الجاهلة أنه إختيار غير موفق بالمرة لأن أول إنطباع تشعر به عند سماعك (يوما ما كنت إسلاميا) أنك الآن أصبحت شيئاً آخر ، أو أنك نادم على أنك كنت إسلامياً وغيرها من الإنطباعات التي أراها سلبية أكتر من كونها إيجابية ولم أعتد أن أملي أفكاري على أحد خاصة في الكتابة ولكن من باب الإقتراح كان من الممكن أن يكون عنوان الكتاب (أن تكون إسلامياً) خاصة وأن تجربتك كانت إخوانية بامتياز في المجمل

من النقاط الإيجابية في الكتاب ما يلي

أولا الأسلوب الأدبي جميل فلا هو بالمتكلف ولا هو بالركيك وهذا مهم جدا
ثانياً أنا شخصياً أغبطك على التربية الإسلامية التي حظيت بها سواء كانت إخوانية أو غيرها فذلك لا يهم ولا يشعر بهذه النعمة إلا مدعين الإلتزام أمثالي منذ أعوام قليلة وكنت أود لو أنني تربيت في بيت إسلامي وقرأت هذه الكتب قديماً وحفظ القرآن في الصغر لأن هذا أفضل وأنت تعلم بالطبع كما أنني أغبطك أيضا على دراستك في دار العلوم 

ثالثاً أعجبني إصرارك في الكثير من المواقف على توصيل الحق للناس ونبذ الباطل ولكن سرعان ما تقهقرت في هذه المهمة واكتفيت بالتعليق على الأخطاء خاصة عند دخولك الجامعة

رابعاً أعجبني رأي المهندس سيد الموجز في جماعة الإخوان المسلمين خاصة في مثال الترس والآلة وللعلم فأثناء قرائتي للكتاب كنت أكتشف أنني متفق معك في كثير من الأفكار والمشاعر خاصة وأنني غير معنون ولا أحب أن أنتمي لشيء سوى الإسلام وكفى به إنتماءاً وفخراً

خامساً أعجبتني جدا رحلتك إلي غزة وشعرت بها جدااااااااا ولم أستطع أن أمنع دموعي حينما قرأت أن ابن الشهيد نزار قد إتصل بك بعد التنحي وشعرت بآماله فينا وفي مصر

ومن السلبيات في الكتاب

أولاً التطرق لبعض الأمور الفقهية في سطر أو جملة واحدة دون تفصيل وكان من الأفضل عدم الدخول في ذلك الجانب لأن معظم القراء سيكونون من غير الملتزمين وسيكونوا أفكارهم وآرائهم الفقهية بناءاً على رأيك لان معظمهم ليس لدية الصبر الكافي كي يقرأ في الفقه فعلى سبيل المثال ذكرت رأيك في النقاب وانت كنت صغير السن وقتها جدا !!! وأنت تعلم على ما أعتقد أن حتى من يفتي من الأئمة والعلماء بأن غطاء الوجه ليس بواجب فأوجبه في زمن الفتن ، كما أنك وقعت في نفس هذه الإشكالية في حديثك عن السلام بين الرجل والمرأة وأنه "عليه خلاف" فلم أقرأ قط أن الرجل يحل له أن يمس امرأة لا تحل له فالإسلام امرنا بغض البصر فكيف تغض البصر وتسلم باليد ؟؟ وأيضاً حينما ذكرت أن شروط الحجاب الشرعي هي شروط "سلفية" ، أليست شروط إسلامية وردت في السنة بأكثر من طريقة ؟ فلماذا جعلتها شرطاً عند السلفيين فقط ؟؟ لم يكن هناك داعي ان تتطرق لهذه الأمور الفقهية كي لا يفتتن بها أحد ويبني تصوراً وفعلاً عليها

ثانياً حديثك المتواضع عن الدعوة السلفية وإختزالها في أنها مجرد جماعة تهتم بالتفاصيل فقط فهذا إن كان قد حدث في التسعينيات فهذاالآن أراه يتبدد بالفعل وبالرغم من إتفاقي معك في عدم وضوع موقفهم بعد الثورة سياسياً إلا غنك أغفلت ذكر أن الدعوة نفسها تحركت من جمودها الفكري القديم إلي شيء من التعقل والخروج إلي الشارع ولكن نحتاج منهم إلي المزيد والمزيد

ثالثاً لم يعجبني مسمى "الإسلام الحضاري" فأنا لا أعرف سوى الإسلام فقط ولا يوجد ما يسمى إسلام حضاري أو إسلام غير حضاري او إسلام قديم وإسلام معاصر ، وأنت في ختام الكتاب حينما تحدثت عن تخلي الدعوة السلفية عن دورها الدعوي وعن عدم وجود الاجواء القديمة والحياء القديم عند الفتايات والفصل بين الشباب والبنات قلت في نفسي أنك أنت من فرطت في هذا مسبقاً فانت في مرحلة من المراحل تهاونت في المخالفات الشرعية من إختلاط وموسيقى وغيره وللأسف قد يفتن ذلك غير الملتزمين حينما يقرأون الكتاب فأرجو ألا يكون تقدمك في الدنيا يجعلك تتقهقر في الدين لأنه كما قال لك المهندس سيد أن الإخوان يتجهون إلي إسلام منزوع الدسم فأخشى عليك أن تتجه إلي إسلام لا لون ولا طعم ولا رائحة له

رابعاً أحسست في بعض المواضع من الكتاب أن العجب يدخل إليك أحيانا وأنت ذكرتها مرة في الكتاب وأريد أن أقول لك ان بعد هذا الكتاب قد يهاجمك العجب بشراسة أكثر فيجب أن تحتاط لذلك جيداً وألا تتهاون في خدمة القرآن فانت تعرف جزاء من يتعلم القرآن ولا يعمل به ويعلمه للناس نسأل الله لك ولنا السلامة

خامساً في موضع آخر في الكتاب حينما جاء أحد السلفيين ينصحك بتجنب بعض البدع قلت عنها "تنغيصات سلفية" فهل الذي ينهاك عن البدعة ولو حتى بإسلوب غير مناسب يعد ذلك لك "تنغيصاً"ـ ؟

اخيراً اعتذر للإطالة والكتاب في مجمله جميل وأرجو تدارك السلبيات في أعمالك القادمة ، وفقك الله وأرجو ان تعتبرني صديقاً كي أحوذ انا هذا الشرف العظيم .. وجزاك الله خيراً

 ملحوظة إن إحتجت ممثلا أو كاتباً في أعمالك التسجيلية فتلك من هواياتي أيام الجامعة :)