Saturday, June 23, 2012

وُلدنا كى نطير




يتلاعب الهواء بشعرها الاسود بقسوة ,كم تمنت أن تعانق الأرض ،لكنها لم تعد تحتمل العيش عليها ,تشعر أنها أخف وزنا الان ,لكنها اثقل من الهواء المحيط بها ,نظراتها السريعة تخطف الوان الجبال المحيطة ,تتلاعب الالوان بعينيها كأنه المشهد الاخير فى رواية حياتها ,بدون مقدمات إنتهت الرواية.
هاجس يصرخ منذ أيام فى صميم عقلها ,كانت تجلس أمام شرفتها وحيدة ,لقد إعتادت أن تتأمل الطبيعة وهى تعزف على آلة الكمان دون ملل ,كانت دائما ماتجلس فى غرفتها وحيدة ,علاقتها مع الاخرين لا تتعدى الابتسامة المصطنعة التى ترسمها يوميا على وجهها ,كانت تحتفظ بأحلامها داخل عقلها ,وقالت يوما أنها عندما تحقق منها شيئا ستكتبه على حائط الغرفة ,لذلك لا تزال حوائط غرفتها نظيفة ,إنطلقت خارج جحيم غرفتها الخانق ,فأستنشقت الهواء وكأنها تفعل ذلك لأول مرة ,لم تكترث للسيدة الغاضبة التى تدعى امها وهى تصرخ فيها بشدة (إلى أين أنتِ ذاهبة؟) ,لم تهتم بالرجل ذو القدم الصناعية والنظرة البائسة ,الرجل الذى طالما ما سخر منها كثيرا ومن أحلامها أكثر ,أغلقت الباب خلفها بقوة فكان على وشك أن يتحطم ,أخذت تركض متجهة نحو مشهدها المفضل (الجبال) ,أخرجت من فستانها الازرق ورقة عريضة ,إنها أول نوتة موسيقية لها ,عزفتها أمام فتى أحلامها الذى لم يعد كذلك ,مسحت بها قطرات المطر الساقطة من عينيها ,فإنسال الحبر على وجهها الابيض , لم تتردد لحظة فى ان تمزق النوتة بعنف ,ولماذا لا تفعل ذلك بعد أن تحول فتاها عنها .
صعدت الام بسرعة درجات سلم إبنتها ,بينما الفتاة كانت تصعد جبال أحزانها بصعوبة ,إقتحمت الام غرفة إبنتها فى لهفة ,وصلت الفتاة إلى قمة جبل أحلامها المحطمة ,إلتقطت الام آلة الكمان فى بطء شديد ,فتحت الفتاة ذراعيها فى بطء أشد ,أخذت الام تقرأ العبارة المحفورة عليها (لقد ولدنا كى نطير).
عاد الهواء يتلاعب بشعرها الاسود بقسوة ,كم تمنت أن تعانق الأرض ،لكنها لم تعد تحتمل العيش عليها ,تشعر أنها أخف وزنا الان ,لكنها اثقل من الهواء المحيط بها ,نظراتها السريعة تخطف الوان الجبال المحيطة ,تتلاعب الالوان بعينيها كأنه المشهد الاخير فى رواية حياتها ,بدون مقدمات إنتهت الرواية

إنتظارى

...

تتساقط الكلمات من فمى كالأمطارِ

تتساقط على الأرض كلما أراكِ

عصف هواكِ بقلبى كالإعصارِ

فلن يرضى بأى شىء سواكِ

ولماذا أتكلم؟ وأنا أسمع

كلماتى الدفينة من شفتاكِ

ضلت كلماتى فى دروب جمالك

وتصارعت الألوان داخل عيناكِ

فتحولت كلها إلى لون واحد

يلمع كالبريق .. لون هواكِ

كلمة قلتها أشعلتنى ناراً

وجعلت القلب والروح فداكِ

لا أريد لكلماتى أن تنتهى

وإن نفد الحبر سأكتب بدمائى

بدون حبك أختنق حرماناً

فأنا أتنفس حبك كالهواءِ

أنتِ ضيائى فلا أرى بدونك

أنتِ ربيعى فى فصل الشتاءِ

فمتى تنقذينى من بحور عيونك؟

أم أن البحور ستكون لنا؟

متى ستأتى لأحتمى بجفونك؟

فأنا أنتظرك بأشواقى هنا

لا أستطيع أن أحيا بدونك

فأنا أنتِ وأنتِ أنا

...

أين أنتِ ؟!ـ

إشتاقت أيامى إلى رؤياكِ

وأحترقت بنار أشواقى ساعاتى

لم تعد الماء تروى ظمأى

وأغترب وجهى عن إبتساماتى

لم تعد تضرب بالألحان أوتارى

وتوقف قلبى عن إحداث دقاتى

أغلقت على نفسى قصر حبى

حتى لا تيقظكى إحتضاراتى

صادقت فى شوارعى الأمطار

أملاً فى إطفاء إحتراقاتى

ذابت بلمستها عاطفتى

وجمدت ببرائتها آهاتى

أروى أحلامى بقطرات دموعى

فأقتلعت بأيديها شجيراتى

جئت إليكى بأقلام حبى

أرسم على قلبك كلماتى

فحطمت بكلماتك أقلامى

ووقفتى تستعذبين صرخاتى

عجزت عن تفسير صمتك

وأستنفذت فيكى كل لغاتى

واجهت بجسدى الهزيل رياحك

إخترقتنى عواصفك فأضعت ذاتى

ما فائدة المطر والأرض تحتضر

ولن تعيدكِ إليَ مواساتى

تجمدت كلمات الحب فى فمى

فتوقف الراوى عن سرد الحكاياتِ

...