بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
بعد فشل نموذج الحرب بطريقة المواجهة المباشرة بين دولتين ، بل وليس هذا فقط بل وفشله الذريع وإحداث خراب وقتلى لا حصر لهم في أفغانستان والعراق وغيرها مع عدم إحداث تقدم إستراتيجي واضح ومفهوم للعدو سوى أنه تكبد خسائر فادحة أمام إسقاط هذه الدول مما أدى إلى معارضة أنظمة هؤلاء المحتلين والمخربين داخلياً لما ينتج عن هذا الغزو المدمر من خراب وضحايا ، وبعد فشل نموذج التكتلات الدولية والتحالفات والحروب العالمية لنفس الأسباب تقريباً ، وبعد النموذج التمهيدي لحرب الجيل الرابع ألا وهو نموذج حرب الغزو الفكري للشعوب لم يبقى أمام الدول المحتلة المغتصبة المدمرة سوى ما يعرف باسم حرب الجيل الرابع وهو نتيجة للغزو الفكري لهذه الدول والتدخل الغير مباشر فى إدارتها جعل من السهل جدا إحداث فوضى وإنقسامات داخلية سياسية كانت أو عقدية أو غيرها فراحت هذه الدول تنقسم على نفسها داخلياً فلا هي تشعر بنهضة حقيقية ولا هي دولة محتلة تعاني مرارة الإحتلال ، فهي لا تنتمي إلا هؤلاء ولا إلى هؤلاء وإنما هي دولة (فاشلة) بكل ما تحمله الكلمة من معان ، فلا هى تنعم باستقرار ولا تعيش فى فوضى دائمة ، وهذا ما أرادته الكثير من الدول المستعمرة أو بالمعنى الأدق (المستخربة) فالإحتلال لا يخلف عماراً أبداً ، وهذا ما تسعى لتحقيقه فى كثير من الدول خاصة دول العالم العربي والشرق الأوسط وخاصة التي قامت فيها ثورات ترفض تبعية النظام إلى الغرب فقامت بإستغلال هذه النعرات لصالحها بشكل غاية فى الإنحطاط والتدليس لتجعل من هذه الدول دول فاشلة لا تنعم باستقرار ولا نهضة حقيقة مهما فعلت وها هنا أحد المحللين الإستراتيجيين يشرح هذه الظاهرة
ومن مزايا هذه الطريقة أنها غير مكلفة فهى أقل تكلفة من الغزو المباشر ولا تتدخل فيها الدولة بشكل واضح وإنما يتم التدخل عن طريق تمويلات والأهم عن طريق تمويل العقول بالأفكار الغربية التي فى ظاهرها رائعة وفى داخلها كافة نوايا المحتل الخبيثة ، وهذا ما نراه يحدث وبشكل واضح جدا فى مصر الآن للأسف الشديد والجميع يقف موقف المتفرج ، فبعد أن كانت الثورة هي ثورة شعب واحد أصبح هذا الشعب منقسم على نفسه داخلياً بفعل العديد من التيارات وبفعل الإعلام المأجور المضلل ليلاً ونهاراً وبفعل طبيعة الشعب المصري وهي التكلم فيما لا يعنيه كثيرا والكسل فيما يعنيه وما عليه القيام به فتجد بشكل واضح ومباشر أن بعد مرور عامين على الثورة لم نفعل شيئاً سوى أمرين (الجدال) و (القتل) حتى أصبحنا ندور فى دائرة الجدال بلا نهاية وبلا هدف وتدور حلقة القتل بلا توقف ففي كل مرة يقتل فيها مواطنون سواء قصداً أو بغير قصد تجد من ينزل ليطالب بحقوقهم فيقتلون أيضاً ثم ينزل من يطالب بحقوق من قتل ثانية فيقتلون ثالثة وتظل تسير الأمور هكذا حتى وجدنا أن من كان يدافع عن أحداث قطار البدرشين يهاجم زملائهم من الأمن المركزي والضباط ، ولا سيما فيوميا نسمع آراء مختلفة فهناك من يقول النظام فاشل والحكومة فاشلة وهناك من يقول جبهة إنقاذ مصر هي جبهة خراب مصر وهناك من يقول البلطجة فى الشارع المصري وصلت إلى حد الفوضى العارمة وهناك من يقول وزارة الداخلية تتعامل بمنتهى الغباء وهناك من يقول الإعلام هو المسئول الأول والاوحد وهناك من يقول جماعة الإخوان ، وهناك من يقول ويقول ويقول ويقول ....... وها هي حلقة الجدال بلا دليل ولا شاطيء نرسو إليه مع الأسف والحسرة على شعب يموت ويضيع مستقبله وحاضره يومياً بسبب نزاع سياسي تدفعه قوى الإحتلال بفكرها وتمويلها للعقول والجيوب
وأخيرا لا أجد سبيل للخروج من هذه النقمة التي قد نستحق أكثر منها سوى الدعاء الدعاء الدعاء وعلى كل من ينشر أي خبر أن يتأكد منه أولاً وأعلم أن كل هذه الكلمات لن يقرأها أحد وإن قرئها فقد تمر عليه مرور الكرام وحسبنا الله ونعم الوكيل
No comments:
Post a Comment